حين تمر بنا أزمة أو مشكلة ما .... تجد الكثير منا يلجأ لأخيه أو صديقه أو توأم روحه
لكي يشاطره الهم ويعمل له الفكر ....
أو لعله يهون عنه بعض ما يجد إما بكلمات المواساة وإيجاد الحلول
العملية لما يمر به أو بمجرد المشاركة الوجدانية وإظهار الحزن والألم لما أصابه .....
البعض للأسف ممن حولنا لا يجيد هذه المشاركة ولا يحسن فن التخفيف عن المصاب أو المهموم ... فتجده يضخم الأمور أو يشعرك أنه المهموم الأكبر والمحزون الأوحد وأن مصابك جلل ومشكلتك عظمى .... فيزيد الهم هما ويعزز الغم بغم أكبر منه ... أو تجده يركز نظرته على الجوانب السلبية في حياتك ويركز عليها في حديثه .... دون تبصيرك بحلول عملية لوضعك الحالي وما تمر به ...
هذه للأسف نظرة قاصرة وأصحابها هم أصحاب النظرة القاصرة التي أعنيهم بحديثي وهي النظرة للأمر من جانب واحد دون محاولة الإلمام بجوانبه المختلفة وبالطبع هذه النظرة في كل الأمور تتجلى ولكني تحدثت هنا عن المشاكل بالذات والهموم لإيضاح المقصد ولا يعني ذلك أن تنعدم هذه النظرة في بقية المجالات ..
ولا تتعجب إن قلت لك أني أنا أو أنت قد نكون من أصحاب النظرة القاصرة أو فلان في معظم مواقف حياته ... وبالطبع من غير العدل أن نقول إن فلان نظرته قاصرة في شتى أموره ... حيث أن الأمر نسبي ولا يعتمد على نظرية محددة ..... أو مقياس معين .... وفي الغالب يكون الداعي لهذه النظرة إما تحكيم العواطف والرغبات أو طريقة التربية وأسلوب الحياة ...
فطريقة تربية الوالدين قد تجعل الابن أو الفرد يجيد البحث عن مواطن القصور في حياته وحياة المحيطين به ليركز تفكيره فيها دون محاولة تلافيها وإصلاحها ...
فإن عرفت في نفسك ذلك فاسعى دوما لتطوير نفسك بحيث تستطيع أن تكون عادلا وحكيما في كل تصرف تقدم عليه وفي كل كلمة تقولها .... وإياك ثم إياك إن قصدك أحدهم لتشاركه في همه أن يكون أسلوبك معه تضخيم الأمر وتهويله وأنه لا حل له ... بل تذكر أنك مؤتمن وأن حديثك قد يخفف عنه مصابه إن أنت أحسنت الأسلوب في التعامل مع مشكلته ووضعه ... واجعل همك أن يتناسى حزنه وأن تدخل السرور إلى قلبه.
وقفة أخيرة ....فلنلتجيء لله وحده بهمنا ومصابنا .... ولنسأله بصدق تفريج كربنا وتيسير أمرنا ...
ولنسلط الضوء على الجوانب الإيجابية والنعم في حياتنا ..
ولنترك العقل يتفكر في نعم الخالق علينا ... فهذا أجدى من تذكر الهموم والأحزان .....
تمنياتي لكم بحياة هانئة لا هم فيها ولا حزن