لله قوم شروا لله أنفســـــــــــهم فأتعبوها بزجر الله أزمانـــــا
أما النهار فقد وافوا صيامــــــهم وفي الظلام تراهم فيه رهبانا
أبدانهم أتعبت في الله أنفســــــهم وأنفس أتعبت في الله أبدانـــا
ذابت لحومهم خوف الحساب غدا وقطعوا الليل تسبيحا وقرآنـــا
هذا هو والله حال حافظ القرآن الذي فقدناه في هذا الزمان ......فما أكثر الحفاظ لكن أين العاملون بما في هذا القرآن.
قال الفضيل ابن عياض: (ما ثم أعظم من مصيبتنا يتلو أحدنا القرآن ليلا ونهارا ولا يعمل به وكله رسائل من ربنا إلينا).
وكان جماعة من أهل البصرة قد مرضوا من تدبر القرآن وخوف النار ولزموا بيوتهم كالعلاء بن زياد وعطاء السلمي واشتكى داود الطائي أياما وكان سبب علته أنه مر بآية فيها ذكر النار فكررها مرارا في ليلته فأصبح مريضا فوجدوه قد مات)
وعن طاووس مرسلا قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم: (أي الناس أحسن صوتا بالقرآن ؟وأحسن قراءة ؟قال :من إذا سمعته يقرأ أريت أنه يخشى الله )قال طاووس: وكان طلق كذالك .
قال أبو سليمان الداراني :ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال ولولا أني أدع الفكر فيها ما جزتها أبدا ولربما جاءت الآية من القرآن تطير العقل فسبحان الذي رده علي )
وقال أحمد بن أبي الحواري إني لأقرأ القرآن فأنظر فيه آية آية فيحار عقلي فأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون كلام الرحمن ؟!أما لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه وتلذذوا به واستحلوا المناجاة به لذهب عنهم النوم فرحا بما رزقوا )
لقد كان للمتهجدين مع القرآن شأن أي شأن علموا أن مولاهم أنزله( نورا لا تطفأ مصابيحه فاستضاءوا به وسراجا لايخبو توقده وبحرا لايدرك قعره فغاصوا طلبا للآلئه ومنهاجا لايضل نهجه فتركوا لأجله بنيات الطريق )1
وبهؤلاء المتهجدين دفعت عنا كثير من الصائب والمحن فنحن ننام ملئ جفوننا وهم يقضون الليل في الاستغفار والدعاء لأمة محمد بالرحمة والمغفرة .
لولا الذين لهم ورد يقمــــــــون وآخرون لهم سرد يصمونا
لدكدكت أرضكم من تحتكم سحرا لأنكم قوم سوء لا تطيعونا
ماهي صفات حافظ القرآن كما وردت في المقال السابق ؟