إن النفس البشريه مجبوله على حب الدنيا والتعلق بها
لذلك ينبغي على المؤمن الحرص على تربيتها التربيه الجاده وعلى المجاهده الدائمه لها ،
ولعل من أهم الأمور في هذا الجانب هو الإكثار من ذكر الموت هادم الذات ومفرق الجماعات ...
فما أكثر أحد من ذكره إلاأورثه ذلك الزهد في الدنيا والتعلق بالآخره.
كان بالقيروان رجل يمشي ويذكر الناس عامة الليل ،ويقول فيما يقول :
الرحيل الرحيل.فبقي على ذلك زماناً،ففقد صوته ابن الأغلب أمير القيروان فسأل عنه ،فقيل مات فأنشد ابن الأغلب :
مازال يلهج بالرحيل وذكره حتى أناخ ببابه الجمال
فأصابه ذاأهبة مستيقــظــاً متشمراًلم تلهه الآمال
كان الربيع ابن خثيم يقول؛:أكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله.
وقدصورلنا بشر ابن الحارث الحافي حقيقة الحياه التي نحن عليها متكالبون فقال لرجل سأله الموعظه :
إن في هذه الدار نمله تجمع الحب في الصيف،فتأكله في الشتاء،فلما كان يومٌ:
اخذت حبه في فمها ،فجاء عصفورٌ،فأخذها والحبه،فلا ما جمعت أكلت ،ولاما أملت نالت).
هذه هي الحياه عند بشر ...انسان يجمع ،فيأتيه الموت،فيأخذه وما جمع .
هكذا ،بلا أبيات شعر ،ولاتكلف تكون الموعظه
فلتكن لنا عبره بيوميات العصفور والنمله...
الخميس أبريل 17, 2008 8:36 am