القاعدة الثانية :
2) الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر :
( الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر والحفظ في الكبر كالكتابة على الماء ) هذه نشأت من أصل قاعدة ربانية موجودة في الكون مسلّمة لاشك فيها ، أن الصغير يحفظ أكثر من الكبير.. القاعدة تكون كما يأتي :
الإنسان عندما يولد يكون الحفظ عنده في القمة ، ولكن فهمه لاشيء ، فالفهم قليل جداً ، والحفظ يرتفع جداً وكلما كبر كلما ارتفع الفهم وقلّ الحفظ وهكذا بمرور السنوات .. سنوات الطفولة والشباب .. حتى يصل إلى سن العشرين إلى الخامسة والعشرين تقريبا .. يتساوى عنده الحفظ والفهم ، ثم يبدأ يقل الحفظ أكثر ويزداد الفهم أكثر .. هل يموت الحفظ أخيرا ؟؟؟؟؟ لا لا يموت لأن حجيرات الدماغ الخاصة والمسئولة عن الحفظ لا يمكن أن تموت حتى بعد المائة .. إذاً القانون السائد كلما كبر الإنسان قلّ الحفظ ....ولكن ماذا يخرق هذا القانون ؟؟؟؟ هناك شيء اسمه العامل الخارجي .. إذا وجد فانه يضرب جميع القوانين ، فيصبح الحفظ بعد الأربعين سهلاً جدا جدا وهناك كتاب اسمه ( الفضل المبين على من حفظ القرآن بعد الأربعين) ما هو هذا العامل الخارجي ؟؟
هذا العامل هو : الرغبة .. التصميم .. الإرادة .. العزم .. قوة الهمة .. الهمة العالية .. ، إذا وجدت هذا في نفسك فإنه يشعل العزيمة والقوة لتنفيذ ما يريد ..
قصة أم طه الأردنية مع حفظ القرآن الكريم وعمرها سبعون سنة
امرأة أردنية تعيش في مدينة الزرقاء وتعمل خياطة وهي أمية ولا تقرأ ولا تكتب وذات يوم طلبت من إحدى الفتيات اللواتي يترددن عليها أن تعلمها كيفية كتابة لفظ الجلالة قالت أريد أن أتعلم اسم ربي كيف يكتب وبالفعل تعلمت وأصبحت أتتبع لفظ الجلالة في القرآن من أوله إلى أخره وأعجبتني الفكرة وأحسست بمشاعر عالية جدا ..
فطلبت من الأخت أن تعلمها الحروف وتعلمت التهجي والتحقت بمركز لتحفيظ القرآن وبدأت تقرأ بالتهجي من المصحف واستمرت إلى أن ختمت القرآن كاملا ..
لم تصدق نفسها بعد كل هذا العمر أنها أصبحت قارئة ثم أقامت حفلة كبيرة لجميع الأخوات بمناسبة انتهائها من قراءة القرآن، وكان من جملة الهدايا التي وصلتها كتب عن كيفية حفظ القرآن الكريم حيث فجر لديها الرغبة في الحفظ وهي الآن تحفظ 15 خمسة عشر جزءً كان هذا في صيف عام 2001 م ؟..
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ونسأل الله تعالى أن يرزق الجميع هذه الهمة .
القاعدة الثالثة :
3) اختيار وقت الحفظ :
إذا تغدى الإنسان وملأ بطنه وشرب من المشروبات الغازية .. كيف يستطيع الحفظ .. لا يمكن أبدا !!!!
فالذهن مشغول والدم كله موجه إلى المعدة لعملية الهضم .. وأهمل الدماغ , فلن تستطيع أن تحفظ .. أو لن يتركز الحفظ أبدا ... وإنما وقت الحفظ هو وقت السحر قبيل الفجر .. يقول الإمام ابن جماعة .. أحد علماء الإسلام المربّين الرائعين في رسالة ماجستير له بعنوان ( فنّ التعليم عند ابن جماعة ) يقول : " أجود الأوقات للحفظ الأسحار ، وأجودها للبحث الأبكار ، وللتأليف وسط النهار ، وللمراجعة والمطالعة الليل ".
الآن لو تساءلنا لماذا يكون وقت الأسحار أفضل الأوقات للحفظ ؟؟؟؟؟؟
الدماغ طوال النهار .... يستقبل أي مشكلة , خطأ ، راحة ، فنجان قهوة ، الدماغ شغّال بين حالات راحة وعصبية وتعب ..
يخزن هذه الأحداث في الليل يبدأ العقل اللاوعي بترتيبها وأنت نائم على حجيرات ...
يضع النظير مع نظيره والشبيه مع شبيهه ، فيضع العصبية مع بعض .. والراحة مع بعض والألم مع بعض ... مثل الكومبيوتر .. وهو نظام عجيب .. يرتب الحجرات ولكن مالذي يفيد هذا في الحفظ ؟؟؟؟؟؟؟؟
يفيد أن الإنسان عندما يستيقظ في السحر يكون الدماغ جاهزا للحفظ ويقول لك تفضل أعطني المعلومات .. أما في آخر النهار إضافة إلى الشواغل الكثيرة ، تأتي وتدخل عليها الحفظ ... ستجد الصعوبة في الحفظ أو يكون غير جيد ..أو يأخذ وقت أطول وتركيز أكثر ... أما في السحر .. وهو شيء مجرب ..هو أفضل الأوقات .. وهو الثلث الأخير من الليل .. ولابد أن يسبقه نوم ، لأنه إذا لم يسبق هذا الوقت النوم يشعر الإنسان بالتعب الشديد ، فالعقل اللاواعي يعمل طوال الليل ...
القاعدة الرابعة :
اختيار مكان الحفظ : كـــيـــف ؟؟؟
عليّ أن أحفظ القرآن الكريم في المكان الذي احفظ فيه عيني وأذني ولساني .الحقيقة أن منافذ الذاكرة ثلاثية .. لو أن عندي حوضا للماء وفيه ثلاث مصبات تصب فيه .. من أماكن متفرقة ، فإذا فتحت المصبّات الثلاثة بالماء ، يمتلئ الحوض ماءً ، وإذا فتحتها باللّبن يمتلئ لبناً ، وإذا بالعصير .. الخ وهكذا ، وكذلك قلبك .. حوض مداخله ومصبّاته العين والأذن واللسان ، فكل ما يدخل عن طريقها إلى القلب يمتلئ به ، فإذا دخلت المعاصي .. نكت في القلب نكته سوداء .. وإن كانت طاعات .. يمتلئ القلب نوراً وهكذا ..
فإذاً علينا أن نحفظ في المكان الذي نحفظ فيه سمعنا من الغيبة . ألسنتنا من النميمة .. وأبصارنا مما حرم الله تعالى .. ومن اللطائف في اختيار مكان الحفظ .. في تركيا في بعض المراكز لتحفيظ القرآن الكريم ، غرفا صغيرة جدا ، مترين في مترين ، بناها العثمانيون القدامى .. ولها سقف عالي للتهوية ، قالوا إنها مخصصة للمتسابق للمراجعة .. وللذي عليه ورد معين يريد أن ينهيه .. وهذه فكرة قديمة من 400 سنة تقريبا .. وفي الحرم لازالت هناك غرف صغيرة موجودة ..
القاعدة الخامسة : القراءة المجودة والمنغمة :
التجويد يثبت الحفظ بطريقة أقوى وأوسع فينبغي ان يحسن الصوت وينغمة ، عن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه كان يقرأ القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إليه ، فسّر بقراءته فالتفت إليه أبو موسى وقال :
يا رسول الله استمعت إليّ؟ قال : نعم لقد أوتيت مزمارا من مزامير أبي داود . قال :" لو أعلم أنك تستمع إلىّ لحبرته لك تحبيراً" اي( لقرأته لك أجمل وأحلى من ذلك ) ..
القاعدة السادسة: عملية الربط مقدم على الحفظ :
الربط مهم جدا في كل جزء من أجزاء السورة ، أي ربط الآيات بالمعاني .. مثلا ربط الآية بخيال ، جائز كما قلت ضمن الدائرة الخضراء ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ..) جاز لك أن تتخيل كافرا يضع إصبعيه في أذنه كلما سمع القرآن هكذا ..( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) لك أن تتخيل كافراً يخفه البرق الصورة تسمح بذلك ( ويوم يعض الظالم على يديه ..) صورة تتخيلها .. بلغة مؤثرة لك أن تربطها بطريقة ما .. ما دام النص يعطيني خيال أوسع.
القاعدة السابعة: الاقتصار على طبعة واحدة من المصحف ولا يغيره .
القاعدة الثامنة: تصحيح القراءة مقدّم على الحفظ
القاعدة التاسعة : الـتــكــرار :عملية التكرار تحمي الحفظ من التلفت والفرار..
القاعدة العاشرة : الحفظ اليومي المنتظم خير من الحفظ المتقطع .
هذه بعض القواعد لتيسير الحفظ وهي سبب بعد الله عز وجل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة اجمعين